رخا مخاطبا عدي السباعي: حزبكم كانت له في مراحل مواقف مهمة اتجاه القضية الأمازيغية لكنه خذلها!

في ظل السجال المفتوح بين عدي السباعي (عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية) ورشيد رخا، رئيس التجمع الأمازيغي، توصلت ” أش بريس” برد من رئيس التجمع الأمازيغي، يجيب على ما جاء في مقال عدي السباعي  تحت عنوان “هل دقت ساعة التحزب يا رشيد” .
وفي مايلي نص مقال رشيد رخا:

أزول
تفاعلا مع ردكم على ما ذكرته في تصريح ، وعنوانه ـ”رشيد رخا يتهم الحركة الشعبية بعرقلة تعميم تدريس الأمازيغية”، والذي وصفتموه بـ”التحامل المجاني على حزبكم”.

أولا: لابد من التأكيد على أن حزبكم كانت له في مراحل معينة مواقف مهمة اتجاه القضية الأمازيغية، وكان من بين الأحزاب الأولى التي دافعت عن القضية الأمازيغية، على الأقل في الأوراق والمواقف المعلنة، كما في مرحلة إعداد الوثيقة الدستورية.. هذا الأمر  لا ينكره أحد، وهذا واجب على حزبكم كما على جميع الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة المغربية، وليس “صدقة” أو “منة”. وهذا الأمر لم ولن يمنعنا من إبداء أراءنا ومواقفنا بخصوص المردودية الضعيفة والحصيلة “الهزيلة” للوزراء المنتمين لحزبكم فيما يتعلق بالأمازيغية خلال الولايات الحكومية التي تلت دسترة الأمازيغية في دستور فاتح يوليوز لسنة 2011.
ثانيا: موضوع إخراج القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، بعد قرابة ثمان سنوات من التماطل واللامبالاة وسياسة صم الآذان وغض الطرف الذي انتهجته الحكومات السابقة (حكومتي بنكيران والنسخة الأولى من حكومة العثماني) والتي كنتم جزءا منها ومشاركين فيها، بل وتحملتم فيها ولا تزالون الحقائب التي تهم الأمازيغية كالتعليم والإعلام والثقافة (باستثناء هذه الولاية الحكومية التي حذفت فيها حقيبة الاتصال وتم إسناد الثقافة لوزير من حزب آخر)، وكلها حقائب لها علاقة مباشرة بالأمازيغية. هو موضوع يحتاج للكثير من الجرأة السياسية والاعتراف بالفشل في القيام بالواجب الذي يجب عليكم القيام به في وقته، أما اليوم فكل الأحزاب سواء في الأغلبية الحكومية أو في المعارضة تقول نفس الكلام وتردد ذات المصطلحات وبأنها كانت السبب في إخراجها للوجود. وعلى الأقل يحسب لبعض الأحزاب المشاركة معكم في الحكومات السابقة والحالية مواقفها العلنية المعبرة عليها داخل اللجان وفي البرلمان بخصوص هذا الموضوع، في الوقت الذي كان رئيس فريقكم البرلماني يطالب بالحديث بالعربية، و”قمع” برلماني من حزب معادي للأمازيغية تحدث بالأمازيغية.
ثالثا: عرف ملف تعليم وتدريس الأمازيغية سواء في المدرسة العمومية أو في التعليم الأولي أو تدريس الجالية بالخارج أو محو الأمية للكبار ردّة ونكسة حقيقية وتراجع مخيف على جميع الأصعدة في مرحلة ما بعد الدستور، خصوصا في مرحلة تولي وزير من حزبكم لحقيبة التعليم، وهذا ما أشرنا إليه في بياناتنا وتصريحاتنا وبيانات الفعاليات الأمازيغية المختلفة، خصوصا بيانات أساتذة تدريس الأمازيغية، وكذا التوصيات الأممية الصادرة عن الأمم المتحدة، وهذا هو نفس حال الإعلام الأمازيغي والثقافة، لدرجة أن وزيركم السابق الوصي على هذا القطاع رفض استقبالنا رغم مراسلتنا المتكررة له، ولم يبد أي محاولة للدفع بالإعلام الأمازيغي نحو الأمام، بل ساهم في تراجعه.
رابعا: نذكركم بأن مجلس حقوق الإنسان بجنيف اعتمَد في دورته 41 التي امتدت إلى غاية 12 يوليوز 2019، تقرير المقررة الأممية المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، إي تينداي أشيومي، التي قامت بزيارة للمغرب من 13 إلى 21 ديسمبر الماضي2018، ومن جملة ما جاء في التقرير “توجس الأمم المتحدة من بُطء المجهودات المبذولة في تعليم الأمازيغية وعدم كفايتها، وطالبت الدولة المغربية بالانكباب على الزيادة في عدد الأطر التربوية المتخصصة والرفع من جودة تعليم الأمازيغية وتعميمه على جميع المستويات وفي جميع المؤسسات”.
وفي مجال الإعلام فقد خلُص التقرير إلى أن الأمازيغية تعيش وضعية دونيّة، وعلى الدولة تصحيح هذه الوضعية وضمان المساواة في هذا المجال، فماذا فعل وزيركم وحزبكم؟
كما أننا متأكدون بأنكم أطلعتم على التوصيات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة في هذا الصدد، وعلى رأسها تقرير لجنة  CERD لسنة 2015.
خامسا: رغم كل هذه التوصيات والتقارير الأممية، فقانون المالية لسنة 2020 لم يخصص سوى 180 منصبا من أصل 15.000 وظيفة في وزارة التربية الوطنية التي تشرفون عليها، وهذا فيه ضرب لكل التوصيات والتقارير الأممية ولمطالب ونضالات الفعاليات الأمازيغية، وكذا ضرب تدريس وتعميم الأمازيغية كما جاءت في القانون التنظيمي للأمازيغية والذي يحتاج لتوفير 5000 منصب لتدريسها فقط في المستوى ما قبل الابتدائي ويحتاج لأزيد من 100.000 أستاذ وأستاذة متخصص/ة في الأمازيغية لإدراجها في المنظومة التعليمية.
 كما أن في هذه الفترة التي يشرف فيها وزيركم على التربية الوطنية والتعليم، لا يتجاوز تدريس الأمازيغية في المرحلة الابتدائية 13 بالمائة على الصعيد الوطني، دون نسيان إرغام أساتذة الأمازيغية على تدريس مواد أخرى ووقف تدريس الأمازيغية في عدد من المؤسسات التعليمية، فمن يتحمل المسؤولية إن لم يكن حزبكم ووزيركم الوصي على هذه الردّة التي يعيشها ملف تدريس الأمازيغية؟.
وكنقطة أخيرة، فان موضوع ممارسة العمل السياسي أو “التحزب” ليس حكرا على أحد، وعندما نقتنع به سنعلن عنه بكل جرأتنا المعهودة.
تحياتنا الخالصة السيد عدي السباعي ودمتم صديقا وأخا ومناضلا يدافع ويسعى لإنصاف الأمازيغية في وطنها.
رشيد الراخا(رئيس التجمع العالمي الأمازيغي)
Facebooktwittergoogle_plusredditpinterestlinkedinmail